نحن في نصف الطريق، وهي عملية صعبة على الرئيس إيمانويل ماكرون ولا ترضي أحدا”؛ هكذا علق المؤرخ الفرنسي ميشال سان برو، المدير العام لمرصد الدراسات الجيو-سياسية بباريس، على سير العلاقات بين المغرب وفرنسا حديثا، وموقف الأخيرة المعبر عنه بخصوص قضية الصحراء المغربية منذ عودة التقارب.

وقال سان برو، ضمن تصريح لجريدة 7sur7 الإلكترونية، إن تصريحات ستيفان سيجورني، وزير الخارجية الفرنسي، حول دعم بلاده الاستثمارات في الأقاليم الجنوبية للمملكة، “خطوة إلى الأمام، لكنها غير كافية، وعلى باريس أن تخرج حالا من الغموض”.

وسان برو هو مؤرخ فرنسي متخصص في الجغرافيا السياسية والدراسات العربية الإسلامية، له خبرة في تحليل العلاقات بين فرنسا والمغرب، صدرت له مؤلفات “الصحراء المغربية.. ملف صراع مصطنع”، و”محمد السادس أو الملكية البصيرة”، و”الجغرافيا السياسية للرياضة في المغرب”، وقعها في أواخر فبراير المنصرم بالمغرب.

ويشتهر المدير العام لمرصد الدراسات الجيو-سياسية بباريس بدفاعه عن الوحدة الترابية للمملكة، وفي جوابه عن سؤال 7sur7 “لماذا يتحاشى المسؤولون الفرنسيون وعلى رأسهم سيجورني التحدث بوضوح حول الاعتراف بمغربية الصحراء منذ عودة العلاقات؟”، قال: “لأنهم يريدون ألا يغضبوا الجزائر”.

وترتبط المسألة أكثر، وفق سان برو، بتشعّبات القاعدة الانتخابية في فرنسا حيث يشكل الجزائريون نسبة مهمة إلى جانب المغاربة والتونسيين، وماكرون لا يريد خسارة ولا صوت واحد منهم، موردا: “هكذا سنخسر في الحالتين، خاصة وأن أغلبية كبيرة من الجزائريين في فرنسا لا تهتم بمغربية الصحراء، على عكس المغاربة الذين يعتبرون هذه المنطقة (الألزاس واللورين) خاصة بهم”.

وفي الواقع، فإن المسألة بالنسبة للمسؤولين الفرنسيين قد وضعوها بيد الرئيس ماكرون، يقول المؤرخ الفرنسي، مردفا أن “ستيفان سيجورني لخّص الأمور بشكل واضح بالقول إن أية مبادرة ستعتمد على الملك محمد السادس وماكرون، أي بين رئيسي الدولتين، وسيتم حينها إدارتها وحلها”.

وكان وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورني، قد قال قبل أيام في لقاء مع شبكة “فرانس 24” وإذاعة “RFI” الممولتين حكوميا، إن “ملف الصحراء على المستوى السياسي بيد قائدي البلدين”.

وحول ما إذا كان ماكرون سيعلن عن موقف اعترافه بمغربية الصحراء في ظل عودة العلاقات مؤخرا، رد سان برو بأنه لا يعتقد أن ماكرون يقترب من الاعتراف بالصحراء المغربية، “لأن نظام حكمه برمته يقوم على الغموض، ولهذا السبب فهو مكروه من قبل أغلبية كبيرة من الشعب الفرنسي”، بحسب تعبيره.

وبجانب مؤلفاته عن المغرب، لميشال سان برو العديد من الإصدارات، لعل أهمها: “سياسة فرنسا العربية”، “الإسلام”، “مستقبل السلفية بين الثورة والتغريب”، “رهان حوار الحضارات”، “الإسلام والتكيف مع العالم المعاصر: ضرورة الاجتهاد”، “التقاليد الإسلامية للإصلاح”

 

إضافة تعليق